أُكْتُمْ أَنِينــاً وَلا تُظْهِرْ لَنـَـا وَجَعـَا
وَعِشْ كَمـَـا كُنْتَ دَوْماً خَائِفاً جَزِعَا
إِرْضَعْ مِنَ الخَوْفِ مَا تُذْكِـي بِهِ شَرَرِي
وَارْضَـعْ كَمَا كَانَ جَـدٌّ مِنْهُ قَدْ رَضَعَا
فَاهْتِف كَمَـا كُنْتَ دَوْمـاً هَاتِفاً أَبَـدَا
وَاهْتِــفْ بِأَسمَاءِ مَنْ سَـادُوا وَمَنْ قَمَعَا
وَصـِـحْ وَزِدْ فِي صِيـَاحٍ ضَارِباً مَثَلاً
لَقِّـنْ بَنِيـكَ خُنُـوعاً وَاسْقِهِمْ طَمَعَا
إِبْنٌ أَنَا مِنْــكَ لَكِنْ لَيْـسَ يُسْعِدُني
أَن يَنْسِبـُـوني لمِـَـنْ قَدْ أَوْرَثَ الجْشَعَا
مَازِلْتَ تَلْعَـنُ أَشْعَارِي وَتَلْعَنــُـنِي
لا تَعـْرِفُ النُّبْـلَ وَالإِخْلاَصَ وَالْوَرَعَا
يَامَنْ بَدَا بَارِعـاً فِي قَمْــعِ صَيْحَتِنَا
لَكـِـنْ بِقَمْعِ إِبَاءِ النَّفْسِ مَا بَرَعَا
فَالْعَنْ وَلا تُبْقِ دِيـوَانِي وَلا وَرَقـِـي
شِعـْـرِي سَيَبْقَى نَزِيـفاً فِيكَ ممُْْتَنِعاَ
حَرْفي سَيَبْقَى لَهِيباً أَسْتَبِيـــحُ بِـهِ
كـُـلَّ الطُّغَاةِ، تَرَاهُمْ مِثْل مَنْ فُزِعَا
إِنّي رَأَيْتُكَ مُسْتَبْقًا عَلَـى غَــــرَرٍ
أَقْسَمْتَ أَنـَّكَ لَــنْ تَرْتَدَّ مُرْتَدِعَا
فَلْتَـنْعَمِ الْيـَوْمَ في خَوْفٍ وَفي هَلَعٍ
وَاصـِـلْ سُبـَـاتَكَ يَا مِسْكِينُ مُنْخَدِعَا